الرئيسيةالمقالات

عندما تصبح الشجاعة تهمة : سحب يد جودي صفعة للضمير الحي وإسكات للصوت الشجاع

 

بقلم / أياد النصيري

كيف تُسحب يد من كشف الغطاء عن جرح نازف في جسد مشهدنا الثقافي؟

جبارجودي لم يقل إلا ما تراه العيون وتلمسه الأصابع انحدار ثقافي يستحق الوقفة الجادة ، العقاب ليس رداً على الخطأ بل هو اعتراف بالصحة .

*عندما تصبح الشجاعة تهمة.. فالمشكلة ليست في الشجعان .

*لجنة تثقيفية تسعى لسحب يد فنان مثقف؟

مفارقة تفضح المنطق المقلوبة ، العقاب لم يكن لأن كلمته خاطئة بل لأنها أصابت كبد الحقيقة ، نرفض أن تكون الشجاعة في قول الحق بوابة للمحاسبة .

بدلاً من سحب يد جودي كان الأولى سحب القناع عن الوجوه التي تتستر خلف الألقاب ، العقوبة الموجهة له هي صفعة للضمير الحي وإعلان صريح أن بعض الدوائر ترفض المراجعة والنقد .

جودي فضح ثقافة الصمت والإيحاب ، فجاء الردّ بصوت أعلى ممنوع الكلام ، هذا ليس سحباً ليد بل محاولة لسحب كلمة حق من حنجرة شجاعة .

ونقولها واضحة الحقيقة لا تُسحب ، إذا كان دور اللجان الثقافية هو تلميع الصور وإسكات الأصوات الناقدة فأي ثقافة هذه التي نريد؟

الحرية شرط الإبداع والنقد روح التطوير ، سحب اليد رسالة خطيرة هنا .. لا مكان للحقيقة العار الحقيقي لا يقع على جودي الذي قال كلمة الحق بل يقع على من يحوّل الصدق إلى جريمة .

نحن مع كل صوت يرفض التزويق ويسعى لإنقاذ المشهد الثقافي من براثن الرداءة ، عندما تتحول المؤسسات الثقافية من حاضنة للفكر إلى ساحة للتأديب فهذا يعني أننا أمام أزمة هوية ، لا يمكن بناء نهضة حقيقية بأيادٍ مسحوبة على كلمة الشرف .

الحقيقة لا تُسحب .. والأيادي الشريفة لا تُصَفَّق للجنة الثقافية ، تحية لكل من يقف في وجه هذا الزيف ويقول كلمة الحق في زهرة المجاملة ، الدكتور “جبار جودي” لم يخسر شيئاً .. بل ربح شرف المواقف وصدق الكلمة
لأن الثقافة ضمير .. والنقد رسالة .. نرفض أن تكون الشجاعة جريمة .

ندين محاولة إسكات الصوت الحر ونعلق آمالنا على مثقفين شجعان ، مثل “جودي” كونهم يضعون الوطن فوق كل اعتبار والحقيقة فوق كل منصب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار