الأستاذ سمير السعد… أيقونة الصحافة وروح ميسان الإعلامية

كتب /علي محمد جابر الحلفي
في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث، وتتشابك فيه المواقف، يبقى هناك أشخاص يشكّلون ثوابت من القيم والمبادئ والمهنية. ومن بين هؤلاء يبرز اسم الأستاذ سمير السعد، رئيس فرع نقابة الصحفيين في محافظة ميسان، كواحد من أعمدة الصحافة العراقية المعاصرة، ورمزٍ للتعاون والالتزام الوطني.
عرفه الجميع بابتسامته الهادئة، وحكمته في التعامل، وحرصه الدائم على جمع الكلمة لا على تفريقها. لم يكن يوماً محسوباً على جهة أو طرف، بل كان ابن المهنة وضمير الكلمة، يحمل في قلبه حب العراق بكل أطيافه ومحافظاته.
فهو لا يفرّق بين صحفي من ميسان أو من بغداد، من ذي قار أو من نينوى، لأن قناعته الراسخة أن الصحافة مهنة وطن، وليست جغرافيا أو انتماءً ضيقاً.
يؤمن الأستاذ السعد أن النجاح لا يتحقق إلا بالتكاتف، وأن الكلمة الصادقة لا تزدهر إلا في بيئة يسودها الاحترام والتقدير المتبادل. لذلك، كان وما زال يدعم الجميع دون تمييز، يشجع الشباب، ويقف إلى جانب المخضرمين، يشارك بفاعلية في كل نشاط، لا يكتفي بالمشاهدة، بل يكون جزءاً من الحدث وصوتاً للحقيقة.
في كل محفلٍ إعلامي، تراه حاضراً بتواضعه وأخلاقه العالية، يمدّ يده بالخير، ويزرع الأمل في نفوس زملائه. لا يتردد في الإعجاب بمنشور، أو التعليق على إنجاز زميل، فهو يدرك أن الكلمة الطيبة هي جسر المحبة، وأن التشجيع سرّ الاستمرار.
لقد استطاع الأستاذ سمير السعد أن يجعل من فرع نقابة الصحفيين في ميسان نموذجاً يحتذى به في التنظيم والانفتاح والتعاون مع المؤسسات الرسمية والمجتمعية، فكان بحقّ صوت ميسان الإعلامي النقي، ووجهها المشرق الذي يحمل رسالة مهنية وإنسانية في آنٍ واحد.
إن الحديث عن سمير السعد هو حديث عن الصحافة الراقية والإنسانية في أجمل صورها، فهو ليس مجرد مسؤول نقابي، بل أبٌ وزميلٌ وصديقٌ لكل صحفي.
ومن خلال مواقفه وأفعاله، أثبت أن القيادة الحقيقية لا تُمارَس بالأوامر، بل بالمحبة، وبالقدوة الحسنة، وبالعمل الصادق الذي يترك الأثر الجميل في النفوس.
تحية تقدير وإجلال للأستاذ سمير السعد، الإنسان قبل المنصب، والصحفي قبل اللقب، والرجل الذي آمن بأن الكلمة الحرة لا تُشترى، وأن العمل الصحفي رسالة وطنية قبل أن يكون مهنة.
يبقى مثالاً يُحتذى لكل من أراد أن يخدم العراق بقلمه وضميره.





